أكبر التجارب الديموقراطية على تويتر..سويدية الجنسية

في الوقت الذي تحوّل فيه تويتر الى كابوس ثقيل ، يجثم على أنفاس العديد من الانظمة العربية ، بعد الأحداث التى شهدتها المنطقة في عام الربيع العربي المنصرم ، والدور الذي لعبه مع كافة وسائل الإعلام الإجتماعي الاخرى فى الإطاحة بثلاث ديكتاتوريّات عريقة – حتى الآن – ..نجد أن في مناطق أخرى فى العالم ، يتم التعامل مع تويتر بطريقة مختلفة تماماً..
في السويد ، أعلنت الحكومة مؤخراً أن حسابها الرسمي على تويتر ، سيكون تحت تصرّف الشعب السويدي بطريقة كاملة ، حيث ستقوم بإعطاء الحساب كل أسبوع لفرد من الشعب ، يقوم هو باستغلال هذا الوقت في تعريف العالم أجمع بنمط حياته الشخصي في السويد ، ويتصرّف بمنتهى الراحة كأنه على حسابه الشخصي !
التجربة الغير مسبوقة عالمياً ، والتى أطلق عليها لقب ” أكثر تجارب تويتر ديموقراطية ” ؛ زادت بشدة من شعبية الصفحة الرسمية للحكومة السويدية ، حيث ارتفع عدد المتابعين لها فى خلال شهر واحد ، من 8000 متابع الى 17,000 متابع للصفحة..
والحقيقة ان هدف الحكومة السويدية من وراء هذه الخطوة ، هو بالأساس ” تنشيط السياحة ” ؛ فالفرد الذي يقع عليه الإختيار ليكون له الحق في التغريد على صفحة الحكومة ، يشترط عليه فقط أن يغرّد باللغة الإنجليزية لتعريف العالم كله بنمط حياته وهواياته الشخصية وأفكاره ، وحتى آراؤه السياسية بدون أي قيود أخرى على الإطلاق..
الجميل أن بعض الآراء الذي يدوّنها الأفراد الذي وقع عليهم الدور في التغريد على صفحة الحكومة ، قد تكون شديدة العنف تجاه سياسات الحكومة ذاتها ، والتى أعطته الفرصة للتغريد على صفحتها بمنتهى الحريّة.
حتى على المستوى الشخصي ، قد ينشر الأفراد بعض الأفكار السلبية والمسيئة بلا أي قيود ، الأمر الذي يعطى المتابعين الثقة الكاملة في موضوعية الافراد ، وقيم الديموقراطية الحقيقية للتعبير عن الرأي في السويد ، حتى لو أثارت هذه الآراء استياءهم الشخصي .
هل تعتقد أنه من الممكن أن يأتى اليوم الذي تخطو فيه حكومة عربية نفس الخطوة تجاه شعبها ؟
بالنسبة لي ..لا أعتقد !