قد لا أكون الشخص المناسب لطرح مثل هذه الأمور، لكن ما أطرحه هنا هو تجاربي الشخصية.
اختيار الفريق :
اختيار أعضاء الفريق بعد تكامل الفكرة المبدئية هو الأصعب في مراحل تأسيس مشروع جديد، فكل عضو في فريق العمل يجب أن يعرف ما هي المهام التي سيقوم بها والتي من الممكن أن تتغير مع مرور الوقت ولا بأس في ذلك، لكن من المهم أن يتعرف الشخص على أعضاء الفريق الموجودين وأيضاً الفعال منهم وصاحب القرارات. بعد ذلك سيتم معرفة ما هي تلك المهام المترتبة عليه والعمل عليها. في حالتنا لدينا، العديد من المشاريع تأتي بفرق تطوعية للمساعدة في المشروع والقيام به، وهي أيضاً فكرة ممتازة لكن لا تدعها تؤثر على المشروع باختيار أشخاص فقط للمساعده، فبذلك ستترتب على ذلك انخفاض في جودة المهام المنفذة في حال لم يكن الشخص مناسباً، وبذلك تأتي هنا فكرة التجربة بشكل مبدئي لحين التعيين ببشكل رسمي.
في أحد المشاريع المهمة لدي وأهمها حالياً وهي عالم آبل، اختيار الفريق في بداية الأمر كان صعباً بعض الشيء خصوصاً بأننا موقع يقدم محتوى بشكل يومي من أخبار ومقالات وما شابه، لذلك فإن اختيار الفريق كان صعبًا بعض الشيء لكن بحمد الله شاهدنا العديد من الكتاب الرائعين وقمنا بتوجيه دعوات لهم للكتابة بموقعنا في بداية الأمر وبعضهم كتب مقالاً ثم توقف وبعضهم مازال يكتب بشكل مستمر وأصبح من ضمن فريق العمل الأساسي.
فرق العمل التطوعية يحتاج لها الصبر واعلم بأنه إن لم يكن هناك مردود مادي أو محفزات بسيطة، فهي مسألة وقت لبعض الأشخاص ليغادر ولن يعود إليك.
الفوائد :
ستسفيد من فريق عمل جيد وباختيارك أنت وبذلك سيكون هناك تنسيق جيد بين الجميع لبلوغ الهدف المُراد من أصحاب المشروع.
المساعدة إلى 70% في حالة كان المشروع مهتم بإدخال المحتوى.
توزيع المهام على أكثر من شخص لتنفيذها بشكل أفضل وأسرع.
تشجيع الجميع لبلوغ الهدف !
في حال تخطيت هذه الخطوة وقررت بأن تبدأ مشروع من ثم التفكير في فريق عمل، إذاً تأكد بأن مشروعك لن يستمر لتلك المرحلة التي تريدها.
الشهرة ! :
للأسف بأن أغلب من يتطلعون للمشاريع في الأنترنت هم يتطلعون للشهرة السريعة! فبعضهم يتوقع بأنه بعد إطلاق مشروعه على الأنترنت سيصبح حديث قطاع التكنلوجيا في بلده! وغالبًا ما يكون أصحاب تلك العقلية هم من يؤمنون بشكل كبير بالـ “أنا” وليس “نحن”. عادة أصحاب تلك العقلية يتوقعون بأن أصحاب المشاريع بالفرق الموجودة لديهم لا يشتهرون، وفقط أصحاب المشروع هم الذين يحصلون على الحصة الأكبر من الشهرة وذلك خاطئ بشكل كبير جداً، فبإمكان الشخص الحصول على تلك الشهرة من ضمن المجموعة خصوصاً إذا كانت مهامه في الصفوف الأمامية مثل الكتابة أو التنسيق لبعض الأمور الأخرى، فبإمكانة البروز بشكل كبير بين المجموعة وإظهار نفسه.
العديد من المشاريع ظهرت لحب الظهور فقط خصوصاً في عالمنا العربي، فالكثير منهم يحرص على الظهور في الإعلام بعناوين عريضة، لكن تابعهم بعد سنة من تلك المقابلة، هل أستمر؟ هل أفاده ذلك الظهور بعد سنة؟ غالب الإجابات ستكون بلا.
نصائح لصاحب المشروع :
إن كنت ممن يهتمون للمجد الشخصي والشهرة بليلة وضحاها، أنصحك بتغيير فكرك بشكل سريع ! وإن كنت ماتزال مهتماً بشكل كبير بالشهرة، فاعمل على المشروع لإبرازه بشكل ممتاز وستحصل على الشهرة التي تنتظرها!
إن كنت أحد أصحاب المشروع وشريكك مهتم بالشهرة السريعة ولكن يعمل جاهداً ضمن الفريق، إذًا لا تقلق على مشروعك، فبإبراز الشخص في المشروع عبر العمل بشكل ممتاز ومتميز هو المطلوب لإبراز المشروع أولاً وبعدها سيتم تسليط الضوء على الفريق أو الشخص المهتم بذلك.
التسويق للشخص عبر المجموعة :
العديد من الأشخاص لا يحبذ العمل في مجموعة وذلك بسبب لأنهم لا يحصلون على الفضل الكافي. العديد منكم يرى انتشار المواقع المتخصصة في التقنية أو أي مجال آخر متخصص والكثير من تلك المواقع اشتهرت بشكل كبير لتخصصها وأصبح يتابعها العديد من الأشخاص. كشخص كاتب أو مهتم في ذلك القطاع يجب أن يكون همك الأول هو كيفية المساعدة في تطوير ذلك المشروع بعدها يأتي هاجس كيفية تسويق نفسك عبر المجموعة وإبراز اسمك بشكل كبر ويكون ذلك عبر المتابعة بالمواضيع أو المهام بشكل مميز لتظهر بشكل أكبر.
أقرب مثال لدي هو عالم آبل، بعد انتشار عالم آبل بحمد الله وفضله، اشترك العديد من الكتاب معنا للكتابة والمساعدة في أمور عديدة ومتأكد بأن بعضهم فكر بأن انتشار عالم آبل سينشر اسمه أيضا. وهذا هو المطلوب، بأن يتم إبراز أشخاص رائعين من ضمن الفريق أو من ضمن مجموعة. كل الأشخاص يريدون صنع اسم مميز لهم في أي قطاع يريدونه، لكن طرق التسويق لأنفسهم في بعض الأحيان قد لا تكون جيدة وبل مضره في أوقات أخرى.
بعض المشاركين في تلك المجموعات لمدة طويلة يرى بأن نجاح المشروع كان سهلاً بالنسبة له وقرر الانسحاب من الفريق والاستقلال بنفسه، لكن يكتشف بنهاية المطاف بأن الأمر ليس سهلاً بالرغم من أنه استفاد من ناحية تسويقية لاسمه الكثير من تلك المجموعات.
نصائح للمشاركين في المشاريع :
لا تتوقع بأن البروز بمشروع منفصل هو أمر سهل، لأن الأمر أصعب مما تتوقع وأيضاً هناك احتمالية النسيان في حال فشل ذلك المشروع، فهي مخاطرة يجب أن تدرسها.
لا تتوقع بأن يتم تهمشيك في الفريق، فكما ذكرت سابقاً، بأن جميع الأعضاء الموجودين لهم أهميتهم.
بإمكانك إبراز نفسك بشكل أكبر من ضمن الفريق عبر عملك المتواصل والتميز بنقاط معينة.
العمل على نفسك واستغلال شهرة أي موقع ناجح ليس أمرًا خاطئًا، فكلا الطرفين مستفيد في نهاية الموضوع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العمل الجماعي في كل النواحي هو الأفضل خصوصاً في الوقت الحالي لمشاريع الأنترنت وأيضاً للمشاريع الجديدة. وجود عناصر قوية في مشروع بفكرة جيدة سيكون من أحد مقومات النجاح وأهمها خصوصاً في حال اتفاق وتوضيح الهدف لجميع أعضاء الفريق والنية للوصول له في نهاية المطاف.
العمل الفردي في الجهة المقابلة، متعب بشكل كبير إلا في حالات نادرة يكون لدى المؤسس المقدرة على إكمال جميع المهام المترتبة عليه ولكن في نهاية المطاف سيرى بأن عبء العمل خصوصاً مع اتساع المشروع شيئاً فشياً وسيحتاج لإضافة أحد من المعاونين لتشكيل فريق مساعد في المشروع.
مقومات النجاح للمشروع مرتبطة بالعديد من الأمور وتوفيق الله هو أولها، لكن يجب الأخذ بالأسباب وأحد أهم تلك الأسباب هي اختيار الفريق المناسب بالأعضاء المناسبين للوصول إلى المبتغى.